مقالات واراءمنوعات ومجتمع

حروب الجيل الرابع والتحصين الفكرى

احجز مساحتك الاعلانية

الاعلامى

سمير المسلمانى

محاضرتى لإبنائنا من أفراد والمدنيين العاملين بجهاز الشرطة بعنوان حروب الجيل الرابع والتحصين الفكرى..هكذا نتعلم من اللواء اركان حرب دكتور محمود ضياء يعنى ايه كلمه وطن

 الوطن هو الأم والحضن الكبير الذي يحوي كل أفراد الشعب، وهو المكان الذي مهما ابتعد الإنسان عنه يبقى دائماً معلقاً به، ويتمنى العودة إليه عندما يُسافر ويبقى الحنين والشوق له، فتعلُّق الإنسان بالأرض والوطن أمر فطريّ غريزيّ، لأن الإنسان يشعر بأن هناك علاقة بينه وبين الأرض وترابها وسمائها، وكُل ما فيها، فحياته وذكرياته كُلها كانت في وطنه. حُب الوطن في الإسلام يحث ديننا الإسلامي على الولاء والوفاء للأوطان وحبها، فعندما أجبر خير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على الخروج من مكة المكرمة قال: ” ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أنّ قومك أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ “، فيعلِّمنا عليه السلام واجب حب الوطن والانتماء إليه. الحب لا يكون بالعبارات ولا بالأشعار وإنما بالأفعال والإنجازات اتجاه أوطاننا، فيجب علينا الدفاع عنه وحمايته، والمحافظة على نظافته، والمحافظة على الممتلكات العامة. كما يجب أن نرتقي به نحو كُل ما هو أفضل فلا ننسى دورنا في التعليم والقيام بإنجازات علمية تجعله يواكب التطوّرات الحاصلة في زماننا، وفي جميع المجلات مثل الطب، والهندسة، والتعليم، وحتى المهن الحرفية البسيطة. من واجب الآباء والأمهات أن يحبِّبوا أبناءهم بالوطن، حتى ينشأ جيل قويّ قادر على الحفاظ على بلاده من كُل خطر أو مضرّة قد تأتيه من الخارج. في التاريخ سجل الكثير من أبطال الذي ضحوا بحياتهم دفاعاً عن أوطانهم، وهذا كُله نابع من حبهم للوطن، فحب الوطن هو حُب للمكان الذي وُلد فيه الشخص ونشأ فيه، وأكل وشرب من خيراته وهو المكان الذي يجعله يشعر بالأمن والاستقرار والحُرية، لأنه بين أهله وأقاربه، وقد تغنى العديد من الشُعراء بأوطانهم وعبّروا عن حبهم له، ومن أشهر الأبيات الشعرية التي تتغنى بالوطن وتُعبّر عن مكانته في قلب كُل إنسان: وطني لو شُغلتُ بالخُلد عنه نازعتني إليه بالخُلد نفسي الشعور بالحب نحو الأوطان والحنين لها لا يقتصر على الشعراء فقط، بل إن أغلب ملوك الدول أحسُّوا بذلك، خاصة خلال جولاتهم خارج بلادهم، فالغُربة هي من يخلق فينا الحنين لأوطاننا، ودليل ذلك ما قاله نابليون بونابرت وهو على سرير الموت: “خُذوا قلبي ليُدفن في فرنسا”. الجميل أن الوطن يستطيع الاستحواذ على قلب مواطنيه حتى لو لم يكُن ذا طبيعة خلاّبة أو به عدد من السواحل، أو يمتاز بالتطوّر العمراني بل إن حُب الشخص لوطنه نابع من الفِطرة حتى لو كان ذاك الوطن صحراء قاحلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى